08‏/01‏/2010

التربية للرجولة


كتب ابو محمد معقباً على مقالة "التربية للامومة (2) : مفاقس الاطفال" قائلاً:

"حقيقة لا أرى تصوارا معينا كيف يربى الاطفال الذكور على الجولة والاناث على الانوثة ..
قي البيت أو في الحضانة يخرج الطفل الذكر مخنثا وفي البيت أو في الحضانة تخر البنت مسترجلة ...
القضية أكبر من حضانة اطفال !!
تعطي الام ابنها هاتفا خلويا من جيل 5 سنوات فان دخل أو خرج أو سرح شعره -- اتصل بأمه -- فصار متعلقا بها تعلقا يخرجه عن مفهوم الرجولة التي من المفروض أن يتربى عليها !
ثم يكبر هذا الطفل ليصبح ليصبح ذكرا بالغا - لا أقول رجلا , فرق كبير بين الذكورة والرجولة - ليتزوج وهو لا يعرف بالرجولة والقوامة شيئا لأنه أصلا لم يتربى عليها. وقد تستلمه امرأة مسترجلة - على الغالب في زماننا - وهذا طابع "المتعلمات" غير الملتزمات التزاما حقيقيا , حينئذ على الدنيا السلام.
متى تفهم النساء ان قمة انوثتها في ضعفها الذي هو طبيعة خلق الله لها.
متى يفهم الرجال ان القوة طبيعة الرجال التي فطر الله الذكور علبها.
مفهوم الضعف والقوة شامل لكل النواحي.

نعطف على ابنائنا عاطفة كاذبة.
نخاف ان يقع في كل ثانية نحتضنهم في كل دقيقة ...
الم يكن عند العرب القدامى قلوب حين أرسلو ا أولادهم منذ الصغر الى القبائل ليعودوا اليهم بعد بضعة سنوات !؟
نريد رجالا ونربي الذكور على الانوثة ونريد نساء ونربي الاناث على الاسترجال.

حسبنا الله ونعم الوكيل.
يا لتعب من رزقه الله فهما في هذا الزمن الغريب."

:::

الحقيقة أن أبا محمد بكلماته جعلني أقف، لأنظر من جديد بأن البحث لا بد أن يكون متوازنا، فكما أنَّا نكتب عن التربية للأمومة فلا بد لنا أن نكتب عن التربية للرجولة أي كيف نربي أبناءنا ليكونوا رجالاً أي ذوي همة عالية فالرجولة هي من علو الهمة. فبحثنا هنا يجب أن يكون تربية للأمومة تقابلها تربية للرجولة في آن واحد، وأنا أدعوكم للتفاعل مع هذه المواضيع بمشاركاتكم وتساؤلاتكم وافكاركم، فنحن إما آباء أو أمهات في الحاضر أو في المستقبل، فالموضوع يجب ان يهمنا جميعاً...

يتبع...

06‏/01‏/2010

التربية للأمومة (5): كيف تختار أم أبناءك؟

كيف تختار أم أبناءك؟

ينهي الشاب عندنا، تعليمه الثانوي/ الجامعي، وأول مشروع ضخم يقوم عليه في حياته، هو أو أهله: تعمير بيت الزوجية. تُبذل في ذلك الأموال وتُحرق لاجله الساعات الطِوال في الكدح، لإتمام هذا المشروع "الجبار"، والعائلة كلها،وذلك في أفضل الأحوال طبعاً، مجنَّدة كلها لإتمام تجهيز هذا البيت ، ولا أظن أن بيتاً متواضعاً اليوم يكلف أقل من نصف مليون شيكل (حوالي 130 ألف دولار)، وإذا علمنا أن معدّل ألأجور المتوسط 6000 شيكل (حوالي 1600 دولار) ،فلتحسبوها أنتم، وبحساب رياضي بسيط: اذا انفق العامل كل أجره الشهري في مشروع بناء البيت، فعليه أن يعمل حوالي ثماني سنوات لإتمام مشروعه!!

ولتقليص عدد السنوات هذه، يلجأ الشاب إلى العمل بورديات عمل على مدار الساعة متحمِّلا ظروف عمل قاهرة لا تُطاق، كل هذا من أجل إتمام المشروع "الجبار" . ولا بد من الدخول في ديون فلكية، وتذكروا أن حديثي هذا عن بيت متواضع، فكيف بمن رأى أن لا زواج بدون حجر "قسم" جمّاعين يلف به كل بيته؟ وان لا مجال للتنازل عن بركة السباحة! وكيف له أن يتزوج بدار مساحتها أقل من 300 متر؟ ولو؟ وكيف يمكن الدخول بمشروع الزواج بدون حديقة غنّاءة مع أشجار النخيل ولا تنسوا الحجارة والتي بدورها تعطي للحديقة شكلا مميزاً يشبه تلك الحديقة للخواجة من قيساريا؟ ..."ولقد تعبت كثيراً طوال السنين من فتح الشبابيك يدوياً فلا بد من فتحها اتوماتيكياً!"... وبالله عليك لا تنسى "الجاقوزي" ..."فلقد سئمنا الحمام القديم طوال كل السنين في بيت العزوبية"، والقائمة تطول، فلا بد للظلمة أن تنجلي، فكلنا وفجأة عند تعمير البيت، نشعر أننا أبناء آل الصبّاح ، "وما في حدا أحسن من حدا"!!

ليس حديثي هنا عن قلة العقل والحكمة في عملية بناء البيوت، ولكن ما أريد أن اصل إليه هو أن الأهم لا بل الأكثر أهمية في عملية ألإعداد للزواج، ننساه ونتغافل عنه ونضعه في أدنى سلم أولوياتنا في أحسن الاحوال، وان أُعطي أولوية ما فلا يُنظر إليه بتمعن وتفحص كما كنا يتم إختيار نوع الكراميكا أو نوع "المولتي ديكور" ففي هذا وذاك نفحص وندقق ونسأل في أكثر من مكان ونقارن الأسعار أما في أهم مسألة :إختيار العروس، فالبحث هنا مختلف تماماً، ولو كان بحثاً جاداً فعلاً كان بحثاً مغلوطاً باتجاه خاطئ.

على ما أظن أن هذا البيت-القصر الذي بُني ودُفعت له المبالغ معدٌّ في أغلب الأحوال لتسكنه زوجه واحدة، فوضعنا القائم لا يسمح أن نتزوج بأكثر من زوجة واحدة، فمن هنا نصل أن هي تلك الزيجة الواحدة، هي تلك العلبة المغلقة، علبة الأسرار، فإما السعادة والهناء وإما الشقاء والصبر على حظك التعيس، وبيتك يا مسكين الذي أفقدك إنسانيتك في إعداده، غدوت لا تدخله لأنك لا تطيق تلك الغول او "الاشكيف" المخيف إنها زوجتك التي اخترتها وفق معاييرك "المخربطة"، قد تقول لي أخطب وإن لم تعجبني، أترك في الخطبة وأبحث عن أخرى، أقول لك أنك يا أخي أنت تخاطر! فنظرتك إن لم تتغير، وقد تبدّل أكثر من مخطوبة الى أن تصل في النهاية الى قاعدة " إصبر على منحوسك لا يجيك الي أنحس منه" !!!

البيت مكلف، مكلف جداً ولا بد للعروس أن تكون على "قد المقام"، التي تستحق أن تسكن هذا البيت-القصر، كلام سليم جداً جداً، ففي النظرة "المخربطة" المرأة التي هي "قد المقام" هي :

1. تلك الفتاة الحسناء، ولا أدري إن كانت حسناء كما خلقها ربها، أم حسّنتها أنواع المساحيق و"المكياجات" والعطور؟ أو لربما حسّنتها ملابسها الضيّقة، فسوق الزيجات محموم وهناك تنافس شديد، كيف ولا ورجال اليوم ينظرون إلى المرأة على أنها تحفة جميلة في البيت إلى جانب خزانة المطبخ المصنوعة من خشب البلوط أو خشب الكرز، نعم تحفة جميلة لا أكثر ولا أقل، يريد منها أن تجلس إلى جانبه في سيارته الجديدة ،التي هي أصلا اشتراها من البنك بالديون، ليتباهى بها أمام الناس!! يا ويله من ديوث لا يغار على عرضه، فهمُّه كل همِّه أن يكون له سيارة جميلة، فتاة جميلة ومنزل جميل، و"خلص"!! لا ينظر إليها على أنها أم المستقبل، أم أبناءه، إنها عنده مثل ذاك البرواز المُكْلِف وتلك التحفة الجميلة في غرفة الضيوف، وهو نسي أن حُسن البشرة ونضارتها ستتلاشى مع السنون، والمكياج لن يستطيع أن يغطي يوما ما تجاعيد الوجه، فإن ذهب جمال المرأة بقيت هي على أخلاقها الذميمة، تلك المرأة الأنانية، التي تنكِّد لزوجها عيشته بطلباتها، تلك المرأة العنيدة التي تعانده في كل شيء، تلك المرأة التي قطّعت أواصر علاقته مع إخوانه، الذين ربى معهم سنوات عمره فإذا به يقاطعهم جميعاً لأن زوجته "الدلوعة" تعودت عند أبيها أن تتملك كل شيء وألان كيف لها أن لا تتملك زوجها لنفسها وفقط لنفسها، ولا حق لأحد فيه غيرها وإن كان هؤلاء: أمه أو أبيه أو أخته أو أخيه أو صديقه الحميم!!

2. تلك المرأة المتعلمة العاملة التي تساعد زوجها، ولا يهم أكثر من ذلك، المهم أن يكون أجرها الشهري قد دخل الحساب في البنك، ولا يهم ماذا يحصل مع الأولاد ولا يهم بأي مظهر ستخرج على الناس ولا يهم ظروف عملها وحالة الاستعباد والاسترقاق التي تحياها في العمل عند مدير عملها، لا يهم أن تتزين للناس، لا يهم أن تعود إلى البيت منهكة تعبة خائرة القوى، كل هذا لا يهم، المهم عند الشاب الباحث عن زوجة وفق مصطلحات لطالما كنت اسمعها،على وجه الخصوص، من معاشر الموظفين: " أريد حمموت وبلقِّط". هذا "الحمموت" – الدفيئة، ينتج بدون كثير من التعب و"بلقِّط"، أي أنها صيد ثمين فهي موظفة مثبّته في عملها لها دخل شهري، ويا سلام على "هالتجارة" ما أحلاها!!

طبعاً هذه تجارة باخسة، لأن الشاب لم يبحث عن عروس إنما بحث عن جيب العروس، بحث عن قشرة العروس الخارجية ولم يهمه لبها ولا لبابها (عقلها)، هو أصلا لم يعي أهم ما في الزواج، فالزواج ليس بصفقة تجارية، وليس بمتعة جنسية فقط، وليس بضرورة اجتماعية، إنما الزواج راحة وسكينة وطمأنينة، والاهم من هذا وذاك إنشاء جيل جديد أفضل من الجيل السابق، فالمهم هو اختيار تلك الزوجة الملائمة لتربية الأبناء، فانتم تتفقون معي أن الابن العاق، الفاشل، سيء الأخلاق، يأتي بالخزي والعار لوالديه، فمن منا يبحث عن الخزي ويأتي به بيديه ويجري اليه بقدميه، فاعلم أن أول خطوات هذا الخزي والعار هي اختيارك الخاطئ، أيها الشاب، لزوجتك، أم أبناءك في المستقبل!!

أعود إلى ما قلته آنفاً، البيت مكلف، مكلف جداً ولا بد للعروس أن تكون على "قد المقام"، التي تستحق أن تسكن هذا البيت-القصر، ليست ذات الجمال، ليست ذات الوظيفة أنها ذات الدين والخلق الرفيع، قال صلى الله عليه وسلم : "تُنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، ذات الدين هي التي باستطاعتها أن تربي لك أبناءك في المستقبل ليجلبوا لك العز والفخار في الدنيا والآخرة، يقول صلى الله عليه وسلم : " إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول : هل تعرفني ؟ فيقول له : ما أعرفك ، فيقول : أنا صاحبك القرآن ، الذي أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل [ تجارة ] ، قال : فيعطى الملك بيمينه ، والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويكسى والداه حلتين ، لا يقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : يأخذ ولدكما القرآن ، ثم يقال : اقرأ واصعد في [ درج ] الجنة وغرفها ، فهو في صعود ما دام ( يقرأ ) هذا كان أو ترتيلا ". فهل تريد يا اخي تكسى في الاخرة حلتين؟ هذه لعمري تجارة رابحة!!