30‏/10‏/2009

الحج عرفة والدين النصيحة والنجوى من الشيطان

كما الحج لا يصح بدون وقفة عرفة فـ (الحج عرفة) فالدين لن يصح بدون أن يكون عند المسلم النصيحة يسديها لإخوانه، فـ (الدين النصيحة) كما (الحج عرفة).

وإذا قرنَّا هذه المعلومة مع الآية الكريمة ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).

والنجوى هي السر بين الاثنين، فلا خير في النجوى عموماً إلا إذا كانت في حالات محددة حددها الله تعالى:

أمرٌ بصدقة، أو أمرٌ بمعروف أو إصلاحٌ بين الناس وما عدا هذا وذاك فهو من الشيطان، مصداقاً لقوله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ)، وقد سبقتها الآية الكريمة التي تعزز هذا المعنى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

الشاهد.... أن حال المسلم، إذا رأى أمراً خطأً، أو أصابه سوء من أخيه المسلم بأن يسدي النصيحة لأخيه المسلم. وهو، كما ذكرنا، ركنٌ مهمٌ لصحة دين المسلم كما وقفة عرفة ركن مهم أساسي لصحة الحج. ولكن إن حصل وقد توانى وقصّر في إسداء النصيحة فعلى الأقل أن لا يتناجى (أي يُسِّر القول) مع غير المعني بالنصيحة.

ولا أخفيكم سراً أن الواقع يشهد تواني أهل الدين ،وهم ملح البلد، عن إسداء النصيحة لبعضهم البعض، واستبداله بجلسات طويلة من القيل والقال، مستبدلين بهذا، الهدي الرباني بالنصيحة وضرورة المواجهة.

إذا لم يعجبك موقف ما واجه به أخاك أو على الأقل أصمت، لا تُدخل نفسك في دائرة المغيبة والنميمة، فما من نجوى لا يكون من وراءها فائدة: أمرٌ بصدقة، أو أمرٌ بمعروف أو إصلاحٌ بين الناس فهي من الشيطان.

كلامي موجّه ابتداء لنفسي، ومن ثم لأهل الدين، ملح البلد، فمن يصلح البلد اذا الملح فسد؟!

ملاحظة: أرجو أن تتواصلوا معي عبر التعقيبات لأعلم هل فكرتي وعبرتي وصلت أم لا.

هناك تعليقان (2):

مسلمة موحدة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذه الفوائد لكني أشعر أنك اختصرتها كثيرًا، ففي هذه الفقرات القليلة أدخلت الكثير من التعابير والمصطلحات والفوائد التي يحتاج القارئ تفكيكها كي يفهم المغزى منها..

ربما كان الأفضل إعطاء كل مصطلح حقه أكثر مما ورد، وتوضيح الأمور بشكل أوسع..

كنت أفضّل أن تتوسع في نقطة الربط بين النصيحة والنجوى وما علاقة النصيحة بالنجوى أو كيف تتنج الواحدة من الأخرى أو من التقصير فيها..

بارك الله فيك وجزاك خيرًا..


ملاحظة تقنية: عند الدخول للرسالة الأصلية وعدم قراءتها من الصفحة الرئيسية للمدونة فإنه لا يوجد إمكانية للتعليق، تظهر "إرسال تعليق" لكن لا يوجد رابط لها ولا يمكن إرسال تعليق سوى عند قراءة الرسالة من الصفحة الرئيسية. (لا حاجة لنشر الملاحظة لكن للتنبيه فقط علّك تفحص الأمر)

والسلام عليكم

ابو يوسف الكتاني يقول...

الاخت مسلمة موحدة
بارك الله فيك ابتداءً، المقال مختصر مقتضب صحيح ولعل الغاية من خلاله اثارة القارئ للتفكير والتفاعل والكتابة عن المقصود والكنون ولربما تكون الاستزادة من خلال التعقيبات والتفاعل بيني وبين القارئ والقارئين انفسهم...
هذا عدا نني حينما كتبت مقالات طويلة مفصّلة جائتني ملاحظات تنتقد طول المقالات ... ما يهمني ان الفكرة قد وصلت فان وصلت اوصيلوها عني الى غيري ... هذا مقصدي من المدونه ابتداءً وانتهاءً...
اما عن الملاحظة التقنية فانا لا استطيع حذفها ... ومن الناحية التقنية هذا ما يقدمه لي blogger وهي خدمة مجانية والخيارات المتاحة امامي محدودة.