الحاجة لإعادة صياغة الأهداف
في كليات التربية يُعلمون مساق تحت مسمى: "التربية للقيم"، واليوم يتحدثون عن دورات إعداد القادة، فكرت أن أكلمكم اليوم عن موضوع غاية في الأهمية وهو دورنا كآباء وأمهات في إعداد أمهات لجيل المستقبل، ألم يقل الشاعر يوماً ما:
الأم مدرسة إذا أعددتها**** أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم حجر الزاوية في مشروع إعداد جيل المستقبل، أنا أتساءل هل نحن، وأنا أولكم، هل نربي بناتنا ليكنَّ أمهات... بكل ما لهذه الكلمة من معاني؟ هل أمهات اليوم هنَّ مؤهلات فعلاً ليكنَّ مدارس يعددن شعباً طيب الأعراق؟
ان من البديهي اليوم لكي تُعطى رخصة سياقة، لا بد لك من تعليم سياقة مكثف ومرهق مع معلم سياقة يلازمك ، ولتكون طبيباً تعالج الناس لا بد من مشوار طويل من التعليم، وكذلك كل الحرف والمهن، أتساءل.. هلا ينبغي للشباب وللفتيات المقبلون على الزواج من إعداد لأهم مشروع ألا وهو تربية الأولاد، هل هم جاهزون فعلاً لهذه المهمة العظيمة؟ هل هي من صُلب اهتماماتهم فعلاً؟ وأنا اليوم أتيت لأخصص البحث في مجال تربية الأولاد بإعداد الأمهات وأسميت الموضوع :"التربية للأمومة"..
أقف متسائلا، لا بل محتاراً، هل نساء هذا الزمان يجعلن الامومة والتي أعرِّفُها بمهمة اعداد جيل المستقبل نحو الأفضل في أولى أفضلياتهن؟ لا تتعجلن ايتها الامهات بالاجابة فأنا لا اقصد بالامومة عملية تسمين الابناء بالطعام الطيب المذاق ولا بتلبيسهم افضل الملابس لم اقصد هذا ولا ذاك انما العملية التربوية الخاصة بغرس القيم والمعاني للحياة والاهداف السامية .... فأنا أعلم انكن لا تبخلن على أبناءكن بالذ وأشهى الاطعمة وتلبسنهم أجمل وأفخر انواع الملابس ولكن اهتمامكن باعداد هذا الولد ليكون قائداً في المستقبل، هل انتن مثل هند عندما قالت في حق ابنها معاوية عندما قيل لها ان ابنك هذا سيسود قومه قالت ثكلته امة ان ساد الا قومه، أي انها تعده ليسود العالم... هل عندك من ابنك طموحات ليكون عالماً مثلاً... هل عندك خطوات ودراسة عملية لذلك، اخرجي من المشاعر والاحاسيس وفكري بخطواتك العملية التي تقومين بها؟!
وانت ايها الاب هل اخترت زوجتك أم ابناءك لان عندك طموح ليكون لك ابناء من نوعيات خاصة مع تطلعات عالية، أم كيف اخترت زوجتك ابتداءً؟ هل اخترتها لانها موظفة مثلاً لتنفخ دخلك الشهري؟ أم اخترتها أو أُختيرت لك لانها من قرابتك وكما يقول المثل "ما ينزل بنت العم عن الفرس الا ابن العم"؟ أم انك سُحرت بجمالها وأخشى ان تعارفك عليها كان عبر ماسنجر او تشات؟
ايها الزوج والزوجة... لا يهمني الماضي ... دعونا الان وانتم تنظرون الى هذه المخلوقات المسكينة التي اودعها الله أمانة في اعناقكم، هل عندكم رؤية لتربيتهم غير اطعامهم وسقيتهم وتلبيسهم وايجاد المأوى لهم؟
هل تهتمون ان تجالسوا هذه المخلوقات المسكينة وتكلموهم؟ أم ان التلفزيون أخذ حيزاً كبيرا من حياتكم؟ هل تلاعبوهم؟ اتظنون ان التربية هي عبارة نزهة؟
ان المنتج الذي بين ايدينا اليوم من شباب وصبايا تائهون حائرون ضائعون بلا طموح وبلا آمال، بلا قيم ولا احترامات ولا تقديرات، كل هذا لا بد ان يجعلنا نقف لنفكر هل نحن نربي بشكل صحيح؟ هل نحن نربي اصلاً؟ هل زواجنا هو لمجرد قضاء وطرنا؟ أم هو لضرورة اجتماعية؟ وإن لم يكن لاعداد جيل جديد افضل حالاً منا فلم الزواج من اصله؟
نحن الملتزمون نريد من بناتنا ان يرتدين الجلباب عندما يبلغن، فهل نحن فعلا نقوم بعملية التربية للجلباب؟ الا نربي اليوم بناتنا ان التعليم هو سلاح المرأة فإذا ببناتنا لا يفكرن بالزواج انما تريد ان تحقق ذاتها وتريد ان تنافس و تكافح وترى ان الزواج والابناء عرقولة في طريقها؟ أليس كذلك؟ لا بد ان الاهداف منذ البداية غير واضحة المعالم!!!
لا بد من اعادة صياغة لاهدافنا :
لماذا نتزوج اصلاً؟ ولماذا ننجب ابناءً اصلاً؟ وعلى ماذا نربيهم؟
نحن بحاجة لاعادة صياغة رؤية لعملية تربية الابناء واهمها عملية اعداد امهات المستقبل.... التربية للامومة.
يتبع...
هناك تعليق واحد:
سلام الله عليكم
حقيقة لم أر افضل من امهات "زمان" , امي, جدتي وجدة جدتي.. فالبرغم ما عانين من جهل وحرمانهن من التعليم حتى في المدارس, الا ان التربيه الحقيقيه والسليمة انعكست في ابنائهن.. ولا حاجه للتحدث عن امهات وزوجات هذا الزمن!
إرسال تعليق