10‏/12‏/2009

"أنا لست أسداً…. أنا خروف!!"

الاسود بطبيعها وغريزتها وشكلها، حيوانات مخيفة، هكذا خُلقت، خُلقت لتحكم الغابة، فألاسد ملك الغابة، هكذا تعلمنا منذ طفولتنا، وديسني علمتنا ايضاً أن الاسد (سيمبا) هو ملك الغابة!
والخروف حيوان وديع أليف، غير مؤذي، يحب الحياة، وهو لربما يعرف أن صاحبه يسمِّنه ليذبحه يوماً ما، أو لربما ليأتي الصغار يداعبون شعر الخروف ويطعمونه وهو بدوره يبادلهم الود والالفة... مـــآء.... مــــآء....
يُحكى أن أسداً، ملك الغابة، ولدت له زوجته شبلاً، هو وريثه يوماً ما، وقد اهمل أبنه وتركه يعيش بين الخراف، كَبُر الشبل بين أصدقائه الخراف، فتطبَّع بطبائعها فاصبح يأكل الحشيش ويثغِّي مثلها ... مـــآء.... مــــآء....
يوماً ما.. وقف الاسد على ظهر تلةٍ يشرف على مملكته واذا به يرى منظراً غريباً غير مألوفٍ.. أسد مع فروته يتنطنط ويلهو ويلعب مع الخراف... ويأكل معها العشب.. أنه ابنه الشبل الذي كبُر وأصبح أسداً... جُن جنون ألاسد الملك ... فكيف بولي العهد.. الاسد أبن الاسود يصل به الحال الى هذا المآل؟؟؟.. لقد أصبح خروفاً..
وثب من على تلته الى مجموعة الخراف والاسد الشبل، وعندها ومن الطبيعي أن تهرب الخراف... ولكن الاسد الشبل هرب معها.... "الى أين؟ لم تهرب مني؟" صاح الاسد... "أنا خائف منك!"... "خائف مني؟!.. أنت أسد أبن ملك الغابة.. وتقول خائف!!"
"أنا لست أسداً.... أنا خروف!!!"... أجاب الاسد الشبل ... مـــآء.... مــــآء.... وانطلق يثغي كما تفعل الخراف!!
"يا بني ما هذا الكلام؟... أنت أسد أبن أسد !! تعال معي .. وذهب به الى النهر .."أنظر الى هنا".. نظر الاسد الشبل الى النهر ليجد صورته .. أسدٌ كبيرٌ مع فروة عظيمة.. واذا به يندفع الى الوراء خائفاً وقد ولّى ولم يعقِّب ...
"أرأيت يا بني... أنت أسد ابن أسد.. من عائلة أسودية عريقة... أنت معدٌ لتحكم الغابة... ما ينبغي لك أن تعيش خروفاً... تثغي مثلها ... وتتنطنط مثلها... هذا غير ملائم لك انت لست لهذا خلقت.. تعال يا بني اعلمك الزئير والصيد من جديد"
تعلم الاسد الشبل الزئير والصيد ... وعندما عاد الى اصدقائه النعاج ... زأر أمامها فولت هاربة...
يا أيها المسلم، يا أيتها المسلمة.. انت أسد أبن أسد.. آباؤك وجدودك أسود... أنت ابوك حمزة بن عبد المطلب وخالد بن الوليد وبلال وصهيب وسعد ومعاذ... وانتِ يا اختي أمك... فاطمة الزهراء وعائشة وخديجة... لم أراك يا أيها الاسد ... تتصرف بما لا يليق أسوديتك...
لِم أراك تتمايل على أنغام الفيديو "كلاب"؟ لِم أراك هائمٌ بعشق هذه المغنية أو ذاك اللاعب؟ ولِم تلبس هذا البنطال "المسحْوِل" كما يفعل "الهبيز" في أمريكا؟ ولِم ذهنك مشغول؟ ولِم عيناك حمراوتان أليس من السهر حتى بعد منتصف الليل على الاراغيل والدخان والشرب ؟ أيليق بأسوديتك يا أيها المسلم؟ وأنت يا ايتها المسلمة لم تلبسين مثل الكافرات؟ ولم هذا المكياج؟ ولماذا انت حتى هذه الساعة المتأخرة لم تعودي الى البيت؟ ألم تفطني أن لك زوجاً وابناءً لهم حق وواجبٌ عليك؟ أين دورك يا أختاه في أعداد الاشبال ليكونوا أسود المستقبل؟
انظر يا أخي الى النهر لترى من انت ... أقرأ التاريخ ... لتتعرف الى أمجادك... فلك أمجاد وأجداد ...لتتعرف الى ربعي بن عامر حين واجه ملك الفرس ودخل خيمته بفرسه وجلس الى جانبه واجاب ملك الفرس حين سأله "ما اخرجكم الينا".....فقال" جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة"
أنت أيها المسلم غدوت عبداً ... يريدون لك ان تكون عبداً... يريدون لك ان تكون خروفاً همك أن تاكل وتشرب وتتنطنط ... ولا غير ذلك .. خلقت لتسود الدنيا خلقت لتكون من الاعلَوْن ..
انظر الى النهر من جديد لترى محمد الفاتح ومحمد بن القاسم... وخير الدين بربروسا...
لقد خدَّروك ا يا أيها الاسد بالملهيات: بمواقع الانترنت التافهة، بالمسلسلات المدبلجة منها والغير مدبلجة التي تكرِّس عبادة الشهوات، بالفيديو "كلاب".. بالالعاب والمباريات والبطولات الوهمية في ساحات ملاعب كرة القدم... فأصبح هذا الاسد حبيس الشهوات وتمكَّن الاعداء من ان يتلاعبوا به لا بل ان يحسسوا على شعره وفروته فما عاد مخيفا كما كان يوما ما... يوم أن جيّش جيشاً لاسيرة عمورية.... فبإختصار شكله شكل أسد ولكنه أصبح يعيش كالخراف... همه تحقيق شهواته ونزواته فقط لا غير .... فما عاد مرعباً كما كان... يوم كان يُنصر بالرعب مسيرة شهر..
يا اخي الاعداء يتوقعون لهذا الاسد ان ينظر يوما ما في النهر ليصحو... فتراهم يضاعفون من جرعات التخدير: مواقع الانترنت، البرامج الهابطة، الحلقات التلفزيونية...
أنت يا اخي يوم ان تقرر ان تعود لأسوديتك كما عاد الاسد الشبل ستصبح مخيفاً كما فرَّت الخراف منه عندما زأر أمامها ... فهم يخافون منك ومن لحيتك يا ايها المسلم الاسد ويخافون من حجابك يا ايتها المسلمة .. لا بل حتى أنهم يخافون من شكل مآذننا فيريدون منعها في بلادهم...
أرجو منكم ومن خلال التعليقات التفاعل مع الموضوع لعلي بذلك أطمئن أن العبرة قد وصلت.

هناك 6 تعليقات:

من صف الالكترونيكا-باقه يقول...

من صف الاكترونيكا
اشكرك على طريقتك في تجسيد العبر في امثله ...
لقد غير هدا المنشور الكثير في داخلي وزاد طمعي للبحت عن الصواب والاصول..وطبعا الاسف يكون على من فخر بوجوده مع الخراف وتصرف ايضا كما هي تتصرف بكل اعجاب...الوم في ذلك الاهل لانهم لا يغضبون عندما يرون ابناءهم يتصرفون بغير اصولهم مثل ما فعل الاسد عتدما راى شبله يتصرف تصرفات لا تليق بكونه اسد ..ارجو ان يبارك الله بكل شخص قرا هذا المنشور وحث على العمل بقيمه....
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ابو يوسف الكتاني يقول...

اشكر لكم تعقيبكم الكريم هذا فوالله انه ليثلج الصدر ويقوي العزائم والى الامام في مشوار البحث عن الحق والتغيير المنشود

سماح يقول...

بارك الله فيك
كلماتك تستحق الثناء ..
دعوة للنهوض,فيا اصحاب الهمم هلموا نحلق عاليا في المكان الذي بلغناه قبل 1400 سنة!!

غير معرف يقول...

السلام عليكم.
جزاك الله كل خير وبارك فيك، سلمت يداك ولا فض فوك في الحقيقة وضع الامة اليوم يدمي القلب ووضع الأبناء يميته حزنا وألماً
نحن بحاجة الى من يهزنا لنستيقظ من هذا السبات الطويل والكابوس المخزي
للأسف اشعر وكأن الجاهلية عادة من جديد، فالشهوات واللذات اسمى ما نبحث عنه: انظر الى لباسنا: اصبح اسم المنتج اهم من شكله وملاءمته ويجب ان يتلاءم مع الحذاء والحقيبة وربما الساعه وباقي الاكسسوارات -بالنسبة للنساء-. كذلك السياره وان كانت بالدين، والهاتف اخر صرعه و"القصر" الذي "نعيش" فيه حتى اذا اضطررت ان نستأجر خادمه لتنظيفه لان المرأه ليس لديها وقت ....والأعراس والرحلات ...الخ
لا احد يأبه بالدين والشرع، بل اصبح من يذكر به مزعج ومتخلف

أنا أدعوك للاستمرار واسأله تعالى ان يعينك ويسدد خطاك ويجعل في قولك القبول

اقترح ان تقوم بطبع ونشر مدوناتك في يوم الجمعة مثلا لان المجتمع باسره يجب ان يستيقظ وليس جزيء فقط فهذا لن ينفع
 

ابو يوسف الكتاني يقول...

"جزاك الله كل خير وبارك فيك، سلمت يداك ولا فض فوك في الحقيقة "
شكرا جزيلا
::::
"أنا أدعوك للاستمرار واسأله تعالى ان يعينك ويسدد خطاك ويجعل في قولك القبول "
آمين
::::
"قترح ان تقوم بطبع ونشر مدوناتك في يوم الجمعة مثلا لان المجتمع باسره يجب ان يستيقظ وليس جزيء فقط فهذا لن ينفع "
(:
عجباً ... انا اخاطب فضاءً واسعاً حدوده العالم وانتم تريدون حصري بمنشور يوزع يوم الجمعة؟! من اراد منكم ان ينشر شيء فلينشر... ولكن مع ذكر المصدر اينما شئتم، انا دوري ان اكتب خواطري في هذه البقعة المتواضعة : مدونة ابو يوسف الكتاني وباللحظة التي انشر فيها خواطري في المدونة انا مدرك ان ما انشره لم يعد ملكاً لي وحدي انما لكل من يحب قلمي فلينشر منها ما شاء اينما يشاء... وكم من مدونة في العالم حركت مدا جماهريا .. المهم الاخلاص الثقة الثبات والابداع في القلم .. ولكنكم تستعجلون...

مدونة كتابي يقول...

أخي الكريم إستمتعت جدا بقراءة مقالك فلك الشكر ولك مني ألف تحية