24‏/05‏/2009

أما سوات فلا بواكي لها....


ليس من مدة طويلة، وُزعت المناشير المستنكرة للحرب على غزة، وحق لها ان تُوزّع.. وأهتم الناس وحق لهم ان يهتموا.. ودعا الأئمة في مساجدهم لأهل غزة ودعوا بدعاء القنوت عند النوازل (عند الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة من الصلاة) وهو ما فعله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملاً بعد مقتل سبعين صحابياً في قصة بئر معونة..قنتنا وكان يجب ان نقنت...
اليوم ... لا نقنت في الصلاة، لا ندعو، لا تُوزّع المناشير .. لا شيء ... صمت تام... مع أن الأمة مصابة في محنة وبلاء عظيمين لا يقل عن محنة وبلاء غزة!! إنها أحداث وادي سوات في الباكستان.
وادي سوات في الباكستان، حيث تشن الحكومة حملة عسكرية ضخمة جداً على مواطنيها في وادي سوات لـ"تطهير" الوادي من طالبان التي أعلنت عن تطبيق الشريعة في الوادي.. الحملة أدت إلى تشريد أكثر من مليونين إنسان!! مقتل وجرح الآلاف !! ولنتذكر أن هؤلاء مسلمون!!
الحملة كانت بإيعاز أمريكي واضح ومفضوح فمن يحكم الباكستان اليوم هم أذناب أمريكا يطبقون سياساتها بإخلاص وتفاني عجيبين..
يا أخوة والله لا ادري... هل الدماء في غزة دماء أما دماء المسلمين في سوات فماء؟! لم هذا الصمت المطبق!؟ هل نجح الكفار في تقطيع أواصر وعرى الأخوة القائمة على وحدتنا كمسلمين مهما اختلفت لهجاتنا ولغاتنا وألواننا وأراضينا؟ هل همومنا وأشجاننا وتعاطفنا أصبح على أسس الأخوة في الوطن؟ الوطن الضيق!!وما هذا الوطن ومن حدد حدوده؟ أليس الكافران سايكس وبيكو؟ وكلٌ اتخذ له وطناً... يقاتل من أجله... فمنهم من رأى فلسطين وطنه مثلاً...ولا همَّ له الا فلسطين!! ومنهم من اتخذ بلدته وقريته وطنا!! ولا همَّ عنده غير بلده الضيق!!... لا بل منهم من اتخذ حارته وطنه !!!
يا اخوان لقد أصابونا في مقتل .. ومقتل عظيم... بأن تقطعنا إلى قوميات مختلفة بعد أن جمعنا الإسلام، فهذا عربي وذاك هندي وذاك تركي وآخر كردي.. مع ان وصية رسول الله خلاف ذلك ( يا أيها الناس : ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ، ولا لأسود على أحمر ، إلا بالتقوى ) فسلمان الفارسي هو منا آل البيت أما أبو لهب الهاشمي فتبَّت يداه!!.. هذا ديننا وهذه عقيدتنا..
(أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله) ، يا اخوان إن أساس تجمعنا أو اختلفنا هو الحب في الله أو البغض في الله لا الحب في القومية (عربي/تركي/كردي...) ولا الحب في الوطنية (فلسطيني/سوري/مصري/عراقي...) ولا الحب في العائلة ولا العشيرة ...انما الحب في الله والبغض في الله، فمن أحب أحداً اهتم به، وان أصابه مكروه اهتم بشأنه وبذل الوسع لأجله وقلق عليه وخفق قلبه لأجله ودعا له في سره.. وهذا الحال الذي ينبغي أن يكون بيننا نحن المسلمون أن نهتم ببعضنا "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"... يا اخوان وطننا لا يحدده لنا الكافر ... وطني انا كمسلم عابر للحدود والقارات... وطني حيث يُعبد الله تعالى!!
الله يريد منا ان نكون مجتمعين لا متفرقين "إن هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون" ، "وان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"، "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "....
ابن وادي سوات المسلم وابن الصين المسلم وابن تركيا المسلم وابن جنوب افريقيا المسلم عزيزون على قلبي لربما اكثر بكثير من اناس هم اقاربي وبنو عمومتي ولكن هؤلاء على تقوى ودين وابناء عمومتي قد يكونوا على ضلال مبين والعياذ بالله!!
تعالوا نعيد ترتيب الاوراق المبعثرة من جديد...

هناك تعليقان (2):

أبو تقوى يقول...

1) خيوط مؤامرة حيكت في البيت الأبيض وقودهاالمسلمين من المجاهدين والمسلمين من سابع أكبر جيش في العالم جيش الباكستان، ثم أبناء ونساء الطرفين وهم مسلمون يدفعون الثمن ..

2)المعارك في سوات لها أهداف منها إيجاد شرخ وفصل بين الشعب والجيش .. ذلك أن الجيوش هي ذات اليد العليا من الناحية الفنية ومن الناحية الإدارية في تشغيل المعدات العسكرية الثقيلة ووضع الإستراتيجيات العسكرية ... والأمة بحاجة لكسبهم إلى جانب الإسلام ..

3)من يحمل هم هذه الأمة ثم لا يفرق بين غزة والجولان، كشمير والباكستان، الشيشان وأفغانستان، عرب 48 والجاليات في أوروبا ... من يحمل هم الأمة الإسلامية غير خليفة المسلمين ليوحد المجاهدين والجيش الباكستاني المسلم، وجيش سوريا وجيش الأردن ليكونوا جيشا ً واحدا ً وجبهة واحدة ..

مشرف يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.