صحيح انكما تشاهداني من بعيد، ولكن لا بعيد في لغة القلوب!
ها انتما في تعليمكما في الخارج اراكما تتابعان المدونة وذلك في الخريطة التي تظهر اماكن تواجد المتصفحين في العالم
فها انت يا شادي في الولايات المتحدة وتحديداً في شيكاغو
وها انت يا محمد الطاهر في المانيا
اخواي الكريمان، وانتما في بلاد الغربه احرصا كل الحرص على التشبث بدينكما وعقيدتكما ايما تشبث وايما حرص، لا تختاروا لانفسكم الا لونا واحداً الالتزام والاستقامة على الدين والا الذوبان والانصهار والعياذ بالله...
اذكرا انكما في مجتمع قيمه مختلفه كل الاختلاف عن قيمنا، قيم كفرية منحلّة هابطة، ولكنهم ملتزمون بها يرونها معروفا مع كونها منكرا في نظرنا ، هم مبدأيون في تعاملاتهم مع ان مبدأهم هابط ومنحط في نظرنا الا ان مبادئهم التي يسيرون عليها دفعوا الكثير من الارواح والسنين لتحصيلها وبلورتها فهم منذ عصور النهضة التي تلت القرون الوسطى وحتى يومنا هذا وهم يضحون من اجل مبادئهم لا بل يحاربون من اجلها وينقحونها ويعيدون بلورتها....
اننا نحمل قيم ومبادئ سماوية رحمانية، من عند رب السموات والارض، صحيحة ..صادقة ...لا يعتريها الخلل والزلل ... فلو ان الغرب الذي يبحث عن السعادة اهتدى اليها لكان تشبثه بالقيم التي نحن مؤتمنون عليها اشد من تشبثنا نحن !! صدقوني...
نحن ما تعرفنا وللاسف على ديننا وعلى عقيدتنا... وما احسنا تطبيق هذا الدين العظيم الذي جاء ليسيِّر الكون ويدخل في كل زوايا الحياة ويعطي له الحلول والترتيبات والتشريعات .... دين عظيم من عند عظيم....
فإن كنا ما تعرفنا وما طبقنا فكيف سننقل هذا الدين للعالم العطش للعدالة بعد الظلم الذي اعترى العالم وغطاه من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه... هذا العالم العطش للحرية الحقيقية بعيدا عن عبودية الرأسمالية بكل صورها من هيمنة الفكر عبر الاعلام المسموع والمقروء والمشاهد .... هيمنة المادة ... هيمنة المال... هيمة المعلومة ... هيمنة السلاح والنفوذ ... هيمنة القوة.... بأيدي حفنة من المتمكنين ....
"جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة" هذه جملة ربعي بن عامر لعظيم الفرس ..هذه الجملة التاريخية التي حق ان تُكتب وتسجّل تاريخاً ناصعاً في مسيرة حياة امتنا العظيمة....
اخواي محمد وشادي
اياكم ان تنبهروا بالغرب ...
احملوا هذا الدين كنظام للحياة ... ارفعوا رؤوسكم بدينكم .... ان لم تكونوا كذلك سرعان ما ذبتم فبالكيمياء هناك مواد مذيبة ومواد مذابة فكونوا الاولى ولا تكونوا الثانية.....
اذكِّركم ان ذات مرة خرج رفاعة رافع الطهطاوي وكان حافظا للقرآن الكريم وكان احد شيوخ الازهر مبتعثاً الى باريس زمن محمد علي باشا في القرن التاسع عشر وعاد الى هناك وقد انبهر بالحضارة الغربية لأنه مهزوم من الداخل ... عاد ليحدث الناس في كتابه "تاريخ الابريز في وصف باريز" عن ملاهي باريس وفتيات باريس وليالي باريس الحمراء!!! لقد ذاب لأنه غير محصّن بلقاح الدين والتقوى والاعتزاز بهذا الدين العظيم اذكروا قول الله تعالى:" كنتم خير امة اخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" واذكروا قول الله تعالى:"ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"...
نحن من خير امة اخرجت للناس!!
"وقال انني من المسلمين" !! رمز العزة !!
اخواي شادي ومحمد
احبكم بالله
هناك تعليق واحد:
الأخ أبو يوسف الكتّاني:
أسألُ الله أن يحفظ على الأخوين دينهما وأن يُوفّقهما في دراستهما.
ولكن الذي دفعني حقيقة للرد على هذه المقالة هو حديثك عن رفاعة رافع الطهطاوي وعن كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز.
المفارقة التي ذكرتها في شخصيته دفعتني لأبحث بدقة وبموضوعية وبحياد عن حياة هذا الشخص. وأيضا دفعتني لأحمل كتابه عن الشبكة ( ولكني للأسف لم أجد المجلد الأول ).
فقمت بالمرور على بعض المقتطفات من المجلد الثاني سريعا لأرى كيف يتحوّل حافظ القرآن وخريج الأزهر إلى واصف لملاهي باريز وبنات باريز كما وصفته أنت بذلك.
ووجدت حقيقة أن في هذا الوصف ظلم للرجل وظلم لكتابه.
والله سبحانه وتعالى يقول : " ولا يجرمنّكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو اقرب للتقوى"
فالرجل ككل من كتب في مجال التاريخ ووصف المجتمعات .. وصف ما رآه في باريز إن كان في مجال الحياة العامة او العلوم او العادات والتقاليد الفرنسية او حتى نظام الحكم عندهم ونظام الانضمام للجيش، ونظام بناء البيوت في باريس .. إلخ من الموضوعات العامّة التي يصفها أي مؤرخ قام بمعاشرة قومٍ أكثر من 5 سنوات.
فالرجل وصف الفرنساويين بموضوعية وإنصاف وذكر ما عندهم من محاسن، وذكر أيضا ما عندهم من مساوئ.
ولم ألحظ حقيقة أن الرجل تحدّث بعين الإعجاب والانبهار الزائد بما رآه - وحتى لو فعل فما عليه عيب فالذي يزور اوروبا او حتّى تركيا الا وهي بوابة اوروبا يرى مدى التطور ورغد العيش الذي هم فيه- وسطّر ما رآه من مظاهر ايجابية وسلبيّة.
ولم يخصص كتابه كما قلت - اخي الفاضل - في وصف ملاهي باريس وبنات باريس. وحتّى لو فعل فالذي لحظته أنه التزم الأدب في وصفه لشعبٍ غريب عنه، وقد ذكر في غير موضع في الكتاب انكاره لباس النساء هذا وما يفعلنه من مجون وكشف لبعض أعضاء اجسادهن كاليدان مثلاً في حفلات الرقص.
فأرى أخي الفاضل أن تراجع الكتاب إذا احببت وتحكم عليه بنظرة موضوعيّة، ودعنا نتجنب المعلومات المسبقة عن الرجل.
فأنا كنت اظن به الذي قلته أنتَ، ولكن بعد قراءتي لقولك أنه خريج أزهر وحافظ للقرآن هذا الأمر دفعني للبحث عن حقيقة هذا الرجل بموضوعيّة وبأمانة.
والذي رأيته أنه لم يكن كما وصفته أو كما يصفه كثير من النّاس للأسف.
وللأمانة بإمكانك تحميل المجلّد الثاني والثالث من كتابه من هنا :
الجزء الثاني :
http://www.4shared.com/file/43625835/2a4b20a9/_____-__2.html
الجزء الثالث :
http://www.4shared.com/file/43625931/2ce48e87/_____-__3.html
أرجو منك اخي الفاضل ان تتحرى الأمر وترد علي للأهميّة. فإذا كان لديك امرٌ آخر لتقوله عن الرجل فكلي آذان صاغية.
أمّا الذي علمته وقرأته عن الرجل ومن الرجل، فهو لا يعيبه إطلاقا حقيقة.
بل أسأل الله ان يرحمه ويغفر له.
إرسال تعليق