15‏/06‏/2009

عندما تخيلت نفسي من أصحاب الكهف

يومي يبدأ بصلاة الفجر، أحيانا قبله بقليل، أقيم صلاتي، ارعي شؤون أسرتي، أتقن عملي ما أمكنني، أتجنب ما أمكنني محارم الله، أغض البصر، لا اكذب، لا اسرق، التزم بأوامر ديني وتعليماته بحدود طاقتي ووسعي، أتعلم عن ديني وازداد، آمر بالمعروف أنهى عن المنكر ما استطعت، باليد ومن ثم باللسان وعلى الأقل بالقلب.
أسعى جاهداً... لتثبيت قدمي على الصراط المضروب فوق جهنم.. أسعى لأنجو بنفسي من عذاب النار.."فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز"... أريد أن ادخل الجنة... فيوماً ما سأقف أمام الله تعالى فرداً... سائلني وأنا مجيبه...
أتخيل ... لو... مثلاً.... يوما ما لسبب ما ...فجأةً...دخلت كهفاً... كما أصحاب الكهف... أو دخلت جُباً.. كما يوسف عليه السلام... او لربما ... دخلت في غيبوبة...
أتخيل أني لبثت بهذا الانقطاع حيناً من الدهر... وخرجت إلى الدنيا....من جديد ....
وإذا.... هناك.... إعلان ...."نعلن عن إقامة خلافة إسلامية" ...
أتساءل ....هل سيتغير من واقعي الشخصي شيء...
يومي سيبدأ بصلاة الفجر، أحيانا قبله بقليل، سأقيم صلاتي، سأرعى شؤون أسرتي، سأتقن عملي ما أمكنني، سأتجنب ما أمكنني محارم الله، سأغض البصر، سوف لن اكذب، سوف لن اسرق، سألتزم بأوامر ديني وتعليماته بحدود طاقتي ووسعي، سأتعلم عن ديني وازداد، سآمر بالمعروف سأنهى عن المنكر ما استطعت، باليد ومن ثم باللسان وعلى الأقل بالقلب.
سأسعى جاهداً... لتثبيت قدمي على الصراط المضروب فوق جهنم .. سأسعى لأنجو بنفسي من عذاب النار .."فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز"... أريد أن ادخل الجنة... فيوما ما سأقف أمام الله تعالى فرداً ...سائلني وأنا مجيبه...
على المستوى الشخصي.... ما تغيَّر؟.... لا شيء...
ظني بمن أعلنوا قيام الخلافة أنهم سوف يسعون لإقامة الحدود، سوف يساعدوني أكثر على تطبيق ديني ...سوف تكون الأخبار ألطف قليلاً... فالقتل من المسلمين سوف يكون أقل... سوف نكون أعزة..
ولكن "كمان مرّةً" ... أنا يا من أريد النجاة من عذاب الله... يا من يريد النجاة والفوز بالحساب الفردي أمام الله... يوم الحساب يوم يُحشر الناس من لدن آدم وحتى قيام الساعة ... هل سأنتظر الـ "سوف" حتى تثمر شيئاً ما ... فالخلافة لا زالت في بداياتها، وأنا... لا زلت أنا... ولم اخرج عن جلدي... أريد النجاة..
فهل سيتغير من واقعي الشخصي شيء...
يومي سيبدأ بصلاة الفجر، أحيانا قبله بقليل، سأقيم صلاتي، سأرعى شؤون أسرتي، سأتقن عملي ما أمكنني، سأتجنب ما أمكنني محارم الله، سأغض البصر، سوف لن اكذب، سوف لن اسرق، سألتزم بأوامر ديني وتعليماته بحدود طاقتي ووسعي، سأتعلم عن ديني وازداد، سآمر بالمعروف سأنهى عن المنكر ما استطعت، باليد ومن ثم باللسان وعلى الأقل بالقلب.
سأسعى جاهداً... لتثبيت قدمي على الصراط المضروب فوق النار.. سأسعى لأنجو بنفسي من عذاب جهنم.."فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز"... أريد ان ادخل الجنة... فيوما ما سأقف أمام الله تعالى فرداً سائلني وانا مجيبه...

قامت الخلافة واستتب الحال....
فهل سيتغير من واقعي الشخصي شيء...

اذاً ....هل الخلافة... غاية بحد ذاتها ؟؟... فواقعي الشخصي كعبد لله، مطلوب منه أوامر يجب أن يعمل بها ما استطاع وان ينتهي عن النواهي ... عبدٌ يسعى للنجاة من لهب النيران ...نيران جهنم... يسعى للفوز بجنان الرحمن ...
الخلافة ليست غاية بحد ذاتها،
إنها وسيلة لتحقيق عبودية الله تعالى في الأرض، إنها وسيلة لتكون كلمة الله هي العليا... وسيلة وليست غاية بذاتها!!
إذا كانت الخلافة كخلافة... وسيلة وليست غاية.... فهل العمل من اجلها، وفقط من أجلها ، ومن أجل الوصول إليها هو غاية بحد ذاته؟؟

التمكين والنصر والاستخلاف هو بيد الله تعالى وحده، "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض"، "وما النصر إلا من عند الله"، "ولينصرنَّ الله من ينصره"... فالنصر معقود بيد الله ...فكل ما هو مطلوب مني على المستوى الشخصي ان انصر الله تعالى بأفعالي وأقوالي ... وان اجتمعت أسباب النصر بالأمة استحقت الأمة النصر والتمكين... فالنصر والتمكين لا يُعطى بالمجان لا هبةً ولا عطيةً ... انه يُعطى للذين آمنوا وعملوا الصالحات ... انه يُعطى لمن ينصره...

المطلوب أن نُري ربنا منَّا جِداً في عبادته، جِداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... ونصبر على ذلك... نضحي من اجل ذلك ... فلسنا بأفضل من المهاجرين، ألم يستحقوا التمكين وهم في مكة 13 سنة؟ ولكن الله تعالى، وهو شهيد على تعذيبهم، لم يمكِّن لهم 13 سنة طويلات بعذابها وتضحياتها ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم ...والرسول صلى الله عليه وسلم يحاول 13 مرة طلب المنعة من القبائل وفي كل مرة يخفق من جديد، حتى أتاه الأنصار إلى مكة وهو لم يتوجه إليهم، أتوه هم وهو لم يأتيهم، أتوه مبايعين ... ليكرِّس لنا الشارع ان النصر منعقد فقط وفقط وفقط بيد الله تعالى... فعندما أرى المهاجرون اللهَ منهم جدَّاً وجلداً وتضحيات للدين... أتاهم النصر، وفي ظرف 10 سنوات، وهي الفترة المدنية، كانت الجزيرة العربية بأسرها تحت حكم المسلمين، الذين كانوا مستضعفين، لا بل تُجيّش الجيوش لحرب الروم ، وهي الإمبراطورية العظيمة في ذاك الزمان، في مؤتة وتبوك.
نحن في زمن بحاجة فيها للعمل والعمل الحثيث على عبادة الله تعالى وحده خالصاً... وان ندعو إلى الله تعالى على بصيرة... أقول الى الله ... لا إلى ذواتنا ولا إلى شيوخنا ولا إلى أحزابنا ولا إلى حركاتنا ولا إلى جماعاتنا بل الى الله، "قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وما أنا من المشركين"...
نحن بحاجة إلى الدعوة إلى الله، (ادعو الى الله) ، كما بحاجة إلى الدعوة إلى سبيل الرسول الواحدة (هذه سبيليبعلم (على بصيرة) بإتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم (ومن اتبعني) وليس من بُنيَّات أفكار زيد ولا عمرو ... فالعصمة دُفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة... فنحن غير ملزمون باجتهادات لا فلان ولا علاّن ،نحن ملزمون بالدليل الصحيح الصريح، وما عدا ذلك لا يلزمنا بشيء... وهذه الدعوة يجب أن تكون خالصة لله ولا نشرك معه بها احداً (وما انا من المشركين)... لا ذواتنا ولا شيوخنا ولا حركاتنا ولا احزابنا.... فقط لله تعالى...
عندها... صدقوني.... يأتي النصر... والتمكين... وعند ذاك يفرح المؤمنون بنصر الله...

هناك 10 تعليقات:

أبو محمد يقول...

السلام عليكم
بارك الله فيك يا أبا يوسف
شعرت باعتصار الكلمات وانا اقرأ وكأنك تكتبها وصوتك يدوي:
افهموا ايها الناس
لا تكونوا اتباع (احزاب أو جماعات أو شيوخ)
ولا تكونوا اصحاب ابتداع..
ان النصر لا يتأتى بتنظير وشعارات ..
وحتى لو ابعث ابن الخطاب الان .. ووضع خليفة .. لهل يضمن لي هذا دخول جنة الرحمن ورفقة المصطفى العدنان ...
الجواب: لا...

"اللهم ارزقنا الاخلاص ونفع الناس"

ابو تقوى يقول...

إن الدولة الإسلامية والخلافة هي الحل الجذري والبلسم الشافي لجميع المسلمين، للإنسان وليس لفلان أو فلان بعينه.
أن أوامر الله ونواهيه يجب أن تطاع سواء غيرت من واقعنا الشخصي أم لم تغير، والحق ان الواقع سيتغير وسيتغير كثيرا جدا ً على المستوى الشخصي والأمة والعالم...

ابو يوسف الكتاني يقول...

ابو محمد...
اللهم آمين
وبارك الله فيك
===============
ابو تقوى...
انصحك باعادة قراءة المقال من جديد...
فانا لا اختلف معك بتعليقك... ولكن النقطة المركزية في المقال... الخلافة والسعي لها ليست الغاية الاولى ... انما هي وسيلة لتعبيد الناس لله تعالى...
وبارك الله فيك

غير معرف يقول...

أصابتني هذه الكلمات بالغبطة ..
سأقرأها وأقرأها وأقرأها...حتى تنعجن في رأسي ..
شكرا لله أنني عثرت على هذه المدونة..



بالله عليك يا أستاذناأن لا تنسى أن تتحدث عن موضوع الرزق والصبر على البلاء ..




أختكم بالله
فكرة

ابو يوسف الكتاني يقول...

تنويه هام جداً:
من اجل قطع الشك باليقين... ارجو ان لا يُفهم من مقالتي هذه اني ارفض او اقلل من شأن الخلافة...
لا بل اقتبس مما كتبه لي ابو تقوى في شأن الخلافة:
أن الخلافة الإسلامية ستغير من واقع المسلمين الفردي والدولي، قال تعالى "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور" والأمثلة على ذلك كثيرة أذكر بعضا ً منها : الإعلام لا يبث إلا حلالا، ولا استيراد ولا تصدير للدخان والخمر أو الخنزير، والحياة الإجتماعية فيها يفصل الرجال عن النساء، والمحتسب في الأسواق يحاسب الناس، والنساء يلبسن لباس العفة والطهارة والوقار، ونظام التعليم أساسه العقيدة الإسلامية فما أن ينهي الطالب سنوات دراسته إلا وتخرج مسلما ً واعيا ً داعيا ًً عابدا ً ... ثم ينقل إلى مراكز التجنيد ليكون مجاهدا ً ... وعلى الدولة أن تهيئ الأجواء العامة لعبادة الله ونشر دينه داخليا ً وخارجيا ً .

ابو يوسف الكتاني يقول...

اختنا بالله فكرة
ارجو لنا ولك الثبات على الدين والاستقامة عليه..
ندعو الله لنا ولك ولجميع المسلمين ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان نرى الباطل باطلا ويرزقنا الله اجتنابه
وندعو الله ان يا معل داوود علمنا ويا مفهِّم سليمان فهمنا...
فإن استجاب الله لنا فقد أوتينا خيرا عظيماً ... لعمري اكثر خيراً مما اوتيت الملوك والسلاطين....
اما عن موضوع الرزق والصبر على البلاء فلا تنظري كتاباتي فالموضوعان يتعلقان بالايمان ... يعني مسألة خطيرة... ولا اريدك ان تنظتري حتى اكتب بالموضوعين فمن انا حتى أُنتظر ... وما علمي امام علماء اخرين ربانيين، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله احداً
اذهبي الى الـ youtube واكتبي بالبحث مثلا :
قضية الرزق 1/11 محمد حسان
استمعي لمحاضرة للشيخ محمد حسان مجزأة الى 11 جزء
اما عن الصبر على البلاء فهناك كوكبة من المشايخ لهم محاضرات عن الموضوع في الـyotube مثل الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد العريفي...
ارجو المسامحة .... فمن انا امام هؤلاء المشايخ الفضلاء؟!

عبد يقول: لا اله الا الله يقول...

اخي بالله:

اني احبك بالله

الرجاء النظر الى هذه النقاط:

1. الخلافة الاسلامية هي عبارة عن وسيلة لايتم استعباد الله (كما يشاء) الا بها.

2.يجب علينا ان نسعى ونقيم الخلافة (جميعا)

3.ما دورك في قضايا الامة؟ لماذا وضعتها جانبا في سلم الاولويات .

4.بالله عليك اين الحياة الاسلامية التي تعيشها؟؟؟

5.لابو محمد لا احد يضمن لك الجنة الا الله (عن الرسول (ص) قال:يا بني هاشم(اهله وذووه) اتقوا الله فاني لا اغني عنكم من الله شيئا) او كما قال.
ولكن هذا لا يعني ان الخلافة ليست واجبة .... (يا اخي)


هذا والسلام

ابو يوسف الكتاني يقول...

اخي بالله عبد يقول لا اله الا الله:

احبك الله الذي احببتني فيه

الرجاء النظر الى هذه النقاط:

1. الخلافة الاسلامية هي عبارة عن وسيلة لايتم استعباد الله (كما يشاء) الا بها.

*****
"الا" باللغة العربية تفيد الحصر فيجب التدقيق اكثر في هذه لجملة ...
*****

2.يجب علينا ان نسعى ونقيم الخلافة (جميعا)
****
اتفق معك
*****

3.ما دورك في قضايا الامة؟ لماذا وضعتها جانبا في سلم الاولويات .
****
لا ادري كيف استنتجت اني طرحتها جانباً؟؟ ظلمتني... فمثلا الم تقرأ مقال " اما سوات فلا بواكي لها" اليس فحوى المقال من قضايا الامة... مقال "لا اهلا ولا مرحبا" المتعلق بزيارة البابا اليس فحوى المقال من قضايا الامة...
انا كتباتي ليست ردود افعال بالمقام الاول انما ما يجيش بصدري من خواطر احاول من خلال المدونة ايصالها للعالم
*****

4.بالله عليك اين الحياة الاسلامية التي تعيشها؟؟؟
****
لو تكرمت لم افهم قصدك من السؤال
****

ربحي عويسات - جمعية الرسالة يقول...

السلام عليكم
من أجمل المفاجآت الطيبة التي رأيتها في حياتي هي هذه المدونة العظيمة بمقالاتها الرائعة . دوموا على ما أنتم عليه فأنتم مبدعون ومجددون. سأعمل من جهتي على نشر مثل هذه المقالات الفريدة في أوساطي واعملوا على نشرها قدر ما تستطيعون فإن فيها الخير والحكمة وكلمة الهدى والحق، وفيها ما نحتاجه من ايقاظ للقلوب وشحذ للهمم وتنمية للابداع وتكريساً للتميز بين أوساط الشباب .
نصركم الله وأيدكم وثبتكم على هذا .
أخوكم ربحي عويسات - جمعية الرسالة

ابو يوسف الكتاني يقول...

اخي ابا مصعب (الشيخ ربحي) والله انه ليثلج صدري شهادتك هذه التي اعتز بها...
حياك الله وبياك وجعل الجنة مثوانا ومثواك...